ثقافة ياسر جرادي... كان "ياسر" من كل شيء جميل
منذ أن تم الإعلان عن وفاة الفنان ياسر جرادي، ضجت صفحات أصدقائه ومعارفه وحتى ومن لم يكن على مقربة منه صداقة أو معرفة بنشر تدوينات تنعى فراقه وترثيه بكلمات أثّرت في كل من قرأها وشعر بكل ما تسرّب فيها من وجع وألم لرحيل هذا الفنان الإنسان..
ياسر جرادي لم يكن مجرّد فنان كان فنانا انسان بكل ما لهذه الكلمة من معاني كادت أن تفنى ولا شك أنّ ما دوّن وكُتب عنه يثبت ملازمة هذه الصفة له، كان "ياسر" من المحبة... "ياسر" من الحياة والإبداع.. "ياسر" من الوطنية والثورة والمقاومة.. "ياسر" من عشقه للبلد وللكادحين والمهمشّين والمنفيين.. "ياسر" من حبه لكل التونسيين على اختلافهم... "ياسر" من التسامح.. "ياسر" من النور.. "ياسر" من البسمة والصدق.. لقد كان "ياسرا" من كل شيء جميل...
ياسر جرادي الذي حمل غيتارته وجاب أقصى البلاد على دراجته الهوائية حتّى يستنشق كل نسمات الوطن الذي عشقه.. كان حبيبا للإنسان والطير والشجر والحيوان، من ذا الذي لم يتأثّر ولم يدمع وجدانه عند سماع أغنية "نرجعلك ديما" والتي شبّهها مقرّبوه بأنها بمثابة نشيد وطني لما فيها من كلمات تشدّنا حدّ التماهي مع هذا الوطن...
"نرجعلك ديما ديما مهما الايام حبت تهرب بيا..."، مقتطف من اغنية نرجعلك ديما، نعم لقد عاد اليك يا تونس ابنك البار ياسر.. ابنك الذي منك نبت واليك عاد والى ترابك الذي عشق رجع، لكنه كالزهر الذي ترك بذرا من المحبة زرعه لينبت فيك من جديد حتى لا يمضي ولا نمضي معه..
تونس مش باش تنساك ياسر باش تقعد مكتوب على جبين إنسانية كانت تتشبّث بأمثالك حتّى تبقى على قيد النبض والتفتّح.. رحمة وسلاما لروحك ايها الانسان النقيّ.. غادرتنا لتستقرّ نجمة في السماء...
منــارة